هل حدث لك يوماً ما أن توقفت أثناء مرورك أمام أحد الأبواب لأن هذا الباب الخشبي الصلب تحديداً جذبك لتتأمله وتتفكر ما الذي يقبع خلفه وهل ما يوجد خلفه مميز إلى الدرجة التي تحتاج بوابة مميزة بهذا الشكل.

الأبواب هي عنصر أساسي يتواجد في كل بيئة معمارية لذا يعتقد البعض أن الأبواب هي قطعة أثاث ذات أهمية وظيفية حصراً، لكن في الحقيقة تلعب الأبواب دوراً مهماً في إضفاء لمسة جمالية تحسن من ديكور المكان حيث أنها قد تمثل بوابة المنشأة المعنية وبالتالي قد يكون الناس انطباعات عديدة عن هذه المنشأة بناءاً على بابها.

في هذا المثال سنغوص في أعماق عالم الأبواب الخشبية ونخص بالذكر الأبواب الخشبية الصلبة التي قد تكون عادة إما أبواب خشبية صماء أو أبواب خشبية مصمتة اللب.

الأبواب عبر التاريخ

يعود ذكر الأبواب لأول مرة في رسم عبر التاريخ إلى بعض الرسومات المصرية القديمة حيث يظهر معبد أو ضريح من نوع ما له بابين، يعتقد بعض الناس أنه في هذا الرسم هما مجرد بابين عاديين في حين يعتقد البعض بأن هذين البابين كناية عن البوابة لعالم ما بعد هذه الحياة، هذين البيابين يعتقد بأنهما مصنوعان من الخشب.

خلال السنين تطورت الأبواب وأدخلت عليها النقوش لتحسن من مظهرها كما أن الأبواب طليت بالمعادن الثمينة كالنحاس والفضة والذهب وذلك في محاولة لإضفاء لمسة من التميز بما يتناسب مع المكان الذي تستخدم في هذه الأبواب.

مع العصر وتعاقب الحضارات تنوعت المواد المستخدمة في صناعة الأبواب كالخشب والنحاس والحديد حتى الصخور والحجارة، اختيار المادة الأساسية كان يتوقف على توفر هذه المواد في البيئة المحيطة كما أنه يتأثر بثقافات الحضارات المسيطرة في هذه البيئة.

أنواع الأبواب

يمكن تصنيف الأبواب لأنواع عديدة ومختلفة وهذا يتوقف على نقطة المقارنة المستخدمة لكل تصنيف حيث يمكن التصنيف بناءاً على الطراز والتصميم، البنية التكوينية، المواد الخام المستخدمة كأساس والعديد من محاور التصنيف المختلفة.

المواد الخام المستعملة عادة في صناعة الأبواب

معظم الأبواب التي نراها في حياتنا اليومية في منازلنا مصنوعة من الخشب بشكل أساسي ولكن مع تطور العلم وتغير الاحتياجات العامة بدأت صناعة الأبواب تستخدم مواد أخرى كبديل عن الخشب بعض الأمثلة عن هذه المواد هي الألومنيوم، الزجاج، الحديد الصلب والألياف الزجاجية.

يعتبر الخشب هو المادة الرئيسية في صناعة الأبواب نظراً لتعدد أنواع الأشجار المستخدمة في استخراج الأخشاب مما يضفي على الأبواب طابعاً مميزاً عائداً على نوع الشجرة المستخدمة أخشابها.

الأبواب المصنوعة من الخشب الطبيعي هي تحفة فنية تختلف ألوانها وتصاميمها وفي بعض الأحيان تتميز بعبق آسر كل هذا بفضل الأشجار المتنوعة المستخدمة في هذه الصناعة، فيما يلي أمثلة مقتضبة لبعض أنواع هذه الأشجار:

  • خشب الأرز: يتميز خشب الأرز برائحته المميزة التي تجذب الإنسان تطرد الحشرات بالإضافة إلى كونه خفيف الوزن. نادرًا ما يكلف هذا النوع من الأخشاب في صيانته على الرغم من أنه قد يكون مكلفًا بعض الشيء إلا أن مقاومته لتغيرات الطقس تعوض عن هذا.
  • خشب الكرز: لونه الأحمر المميز هو ما أكثر ما يجعله مميّزاً حيث يصلح في الاستعمال الداخلي والخارجي ولكن عيبه الأساسي أنه قد يتغير لونه مع مرور الوقت.
  • خشب الصنوبر: خشب عازل للصوت وخفيف الوزن وغير مكلف يقاوم الانكماش والتوسع كرد فعل لتغيرات الطقس، ولكن للأسف يسهل خدشه وثقبه وبالتالي فإن يمتلك عمرًا افتراضياً أقل مقارنة بالأخشاب الأثقل.
  • خشب البلوط الأحمر: خشب قوي ومتين يقاوم التعفن، وعادة ما يكون لونه بنياً ممزوجاً بمسحة من اللون الأحمر، لكن الجانب السلبي الرئيسي لهذا الخشب هو تفاعله مع تغيرات الطقس وبالتالي الانكماش والتوسع كما أن لونه قد يتلطخ متأثراً بالرطوبة.
  • خشب الجوز: خشب يناسب مختلف البيئات نظراً لامتيازه بلون داكن رائع يتراوح بين الدرجة البنية الفاتحة والقاتمة مما يضفي عليه مظهراً آسراً كما أنه يتميز بسهولة تطويعه للاستخدام، عزله للصوت ومقاومته للتأثر بعوامل الرطوبة.

العديد من أنواع الأخشاب تستعمل في صناعة الأبواب حيث يمكن استخدام هذه الأخشاب كما هي بمجرد تلميعها لتحافظ على لونها الأصلي أو يمكن طلاءها لإعطائها منظراً جديداً.

تكوين الأبواب الخشبية

أول ما قد يجول في الخاطر عند التفكير بالأبواب الخشبية هن أنها مصنوعة كاملاً من الخشب، لكن في الحقيقة تصنف الأبواب الخشبية من حيث التكوين إلى عدة أصناف منها الصلب و منها الأجوف؛ تنقسم الأبواب الصلبة إلى نوعين: الأبواب الخشبية الصماء، الأبواب الخشبية مصمتة اللب. كل نوع من الأنواع السابق ذكرها لها مميزاتها وعيوبها الخاصة بناءاً على الأسس البنائية المستخدمة في كل نوع.

الأبواب الخشبية الصماء

نادراً ما يستخدم لوح واحد من الخشب في صناعة هذا النوع من الأبواب نظراً لكون هذا الاحتمال صعب التحقيق لصعوبة الحصول على لوح كبير بشكل كافٍ لصناعة الباب إضافة إلى كون الباب المصنوع من لوح واحد عرضة أكثر لاحتمالية الالتواء.

الأبواب الخشبية الصماء تصنع كاملاً من الخشب الطبيعي باستثناء المعدات والإكسسوارات المضافة للباب لذا تتميز هذه الأبواب بالصلابة والمتانة مما يحافظ على قيمتها المادية في حال أراد المالك إعادة بيع الباب كما أنها توفر ميزة عزل الصوت. في نفس الوقت كونها مصنوعة بشكل أساسي من الخشب الطبيعي يجعلها غالية الثمن إلى حد ما بالإضافة لكونها أكثر عرضة للالتواء والانكماش والتمدد كرد فعل لتغيرات الطقس.

الأبواب الخشبية مصمتة اللب

يعجز معظم الناس في التفريق بين الأبواب الخشبية مصمتة اللب والأبواب الخشبية الصماء لأن الأولى تصنع باحترافية عالية لتبدو كالأخيرة وتحافظ على المظهر المميز للأبواب الخشبية الطبيعية ولكن في الوقت تتغلب هذه الأبواب على المساوئ المتمثلة بالثمن الباهظ والالتواء والتأثر بعوامل الجو.

تتكون الأبواب الخشبية مصمتة اللب من أغلفة خشبية تحتوي فيما بينها على خشب مكدس ومعالج مسبقاً وبالتالي قد تكون أثقل وزناً وبالتالي أمتن مع الحفاظ على خاصية عزل الصوت وحل مشكلة الالتواء مع تغير عوامل الجو. كل هذه المميزات بتكلفة مادية أقل من الأبواب الخشبية الصماء ولكنها لا تخلو من العيوب حيث أن وزنها الثقيل قد يشكل عائق خاصة أثناء تركيبها.

أي أنواع الأبواب الخشبية يفضل استخدامه؟

هذه الحالة لا تخضع لقانون الكل أو لا شيء أبدًا أي أنه لا يجب اختيار نوع واحد فقط، لأن كل نوع من الأنواع التي تمت مناقشتها سابقًا له استخداماته التفضيلية، خاصة و ان النوعين شديدين التشابه من الناحية الشكلية و الوظيفية لكن يفضل النوع الأصم عن غيره لحيازه قيمة فنية أعلى من المصمت.

على سبيل المثال، إذا كنت ترغب في اختيار أبواب لمنزلك، يُنصح باستخدام أبواب الخشب الصماء كأبواب المدخل الرئيسي، أما في حالة غرف النوم والحمامات وغرفة المكتب حيث تكون الخصوصية وعزل الصوت في موضع للأهمية فمن الأفضل أن تستخدم الأبواب الخشبية الصلبة اللب لأنها تتميز بتأثير عزل الصوت فضلاً عن كونها أقل تكلفة، بينما بالنسبة لغرفة الملابس والمخزن.